تنتظر المرأة الحامل اليوم الذي ستضع فيه طفلها بفارغ الصبر, ويخالجها خلال هذا الوقت الكثير من المشاعر المختلفة بين شوق وحنان وخوف ورهبة, وكلما تم الاقتراب من الموعد المنتظر تزداد شدة هذه المشاعر وقوتها.
ولكن مع اقتراب موعد الولادة من المهم جداً أن تشعر المرأة الحامل بأكبر قدر من الاسترخاء, وأن تتعرف على الأحداث التي تنتظرها خلال عملية الولادة, لكي تكون مستعدة لمواجهتها والتعامل معها بشكل صحيح.
وغالباً ما تشعر المرأة الحامل قبل المخاض مباشرة بمشاعر غريبة أو مختلفة, ويكون ذلك بسبب إفراز جسمها لهرمونات تؤثر على الحالة النفسية وتزيد من انفعالاتها, هذا بالإضافة إلى تقلصات خفيفة وألم بسيط في الظهر ويمكن أن تصاب أيضاً بالإسهال, وفي هذه المرحلة على المرأة أن تسترخي وتجهز نفسها ذهنياً للتقلصات التالية, وهذا أمر هام جداً لأن الحالة الذهنية قد تساعد على تخفيف الألم.
وإلى جانب التقلصات يمكن أن ينبعث الماء من عنق الرحم وهو علامة من علامات المخاض التي غالباً ما تحدث, وقد يكون ذلك في صورة تدفق شديد أو قد يكون فقط مجرد قطرات, ويجب أن يكون السائل فاتح اللون ويستمر حتى الولادة, ولكن إذا كان لون السائل يميل إلى اللون الأخضر أو الأسود فذلك يشير إلى تعرض الجنين للخطر ويجب التوجه إلى الطبيب مباشرة.
أما التقلصات فهي عبارة عن شد وارتخاء لعضلة الرحم مصحوبة بنوبات من الألم متفاوتة الشدة, وهذه التقلصات تجعل عنق الرحم يفتح ويتسع ليسمح بمرور الطفل, وكل تقلص يساعد على فتح عنق الرحم واتساعه حتى يصل في النهاية إلى اتساع 10سم وهي مساحة كافية لمرور رأس الطفل.
ومع استمرار المخاض يتم الدخول في المرحلة النشطة من المخاض حيث تصبح التقلصات أطول وأقوى وأقرب لبعضها البعض, ويمكن حساب طول مدة كل تقلص وكذلك الفترة بين بداية كل تقلص وآخر, وعندما تصل المدة بين معظم التقلصات إلى 5دقائق وذلك من بداية التقلص إلى بداية التقلص التالي, فيجب أن تكون المرأة في طريقها إلى المستشفى.
والأفضل للمرأة في هذه الحالة أن تكون بوضع مريح يسمح بوصول كمية دم أكبر إلى الجنين, كما أن التنفس بعمق سيزيد من كمية الأوكسجين التي تصل للدم وسيساعد ذلك على استرخاء كل جزء من الجسم كما سيساعد أيضاً على الاسترخاء الذهني, ومع اقتراب وقت الولادة غالباً ما تتوالى التقلصات بشدة والأفضل أن تتعامل المرأة بانسجام مع رحمها من أجل دفع الطفل للأسفل إلى قناة الولادة, وهذه المرحلة تكون قصيرة وبعدها تستقبل الأم طفلها في عالمه الحقيقي.